روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | حقوق الحيوان وكرامة الإنسان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الإعجاز العلمي في القرآن والسنة > حقوق الحيوان وكرامة الإنسان


  حقوق الحيوان وكرامة الإنسان
     عدد مرات المشاهدة: 2259        عدد مرات الإرسال: 0

خلق الله تعالى الحيوان وذكره فى الكثير من آيات القرآن الكريم، بل أن هناك سوراً في القرآن سميت بأسماء بعض الحيوانات، كسورة البقرة والأنعام والعنكبوت والفيل والنحل والنمل.. وهذا الحيوان الذي يسبّح لله عزّ وجل دون أن نسمعه نحن البشرسخّره الله لنا، فجعل منه غذاءاً وكساءاً لنا، كما جعله وسيلة لتنقلنا وترحالنا، ولأن كل شئ في الكون خلقه الله ليأخذ ويعطي، فإن هذا الحيوان الذي يعطينا له حقوق كما أن لنا حقوق..

فيقول تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون} [الإنعام:38].

فالحيوانات أمم شتى، وأجناس مختلفة، تأكل وتشرب وتتناسل، تمرض وتشفى، تنمو وتهرم وتموت، وتبعث ثم تحشر، إلاّ أنها لم تكلف لأنها لم تمنح نعمة العقل والتدبر كالإنسان.

ولهذه الحيوانات نصيبها في سكنى الأرض والتنقل فيها والتمتع بخيراتها من ماء ومرعى، فلا يجوز التضييق عليها أوحرمانها من نعم الله في أرضه، كما قال تعالى: {والأرض بعد ذلك دحاها*أخرج منها ماءها ومرعاها*والجبال أرساها*متاعاً لكم ولأنعامكم} [النازعات:30-33]

وإن بدا لنا أن هذه الحيوانات لاتتكلم إلا أنها في الحقيقة تسبح لله وتسجد له كسائر المخلوقات من إنس وجانّ، ونبات وجماد كما قال الله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب} [الحج:18].

وهي تتكلم وتخاطب بعضها بعضا، وقد تخاطب غيرها، والله عزوجل قد يطلع أحد خلقه على ذلك معجزة له أوكرامة، ومن ذلك ما حصل لنبي الله سليمان عليه السلام وغيره، فقد قال تعالى: {حتى اذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون} [النمل:18]

وقد جعل الله تبارك وتعالى في الحيوانات عظة وعبرة للناس ليتفكروا وليتدبروا في عظيم خلقه وفي عظيم قدرته.. فيزداد بذلك إيمانهم.. ولكن المشكلة أن اكثر الناس لايعلمون ولا يخطر ببالهم ذلك كما بين عز وجل: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون*وعليها وعلى الفلك تحملون} [المؤمنون:21-22]

والله تعالى أعطى الحيوانات قدرة رؤية ما لايراه الإنسان، وسماع ما لايسمع الانسان، لحكمة هو يعلمها سبحانه، فبعض الحيوانات ترى الملائكة وبعضها يرى الشياطين، بل إنها تسمع أصوات المعذبين في قبورهم، وهي تشفق وتخاف من يوم الجمعة لعلمها أن القيامة لا تقوم إلا يوم الجمعة، وكل هذا عرفناه من أحاديث سيد الأنبياء وخاتم المرسلين  محمد بن عبد الله  صلي الله عليه وسلم حين قال:

«اذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطاناً».

«إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرين مالا ترون».

«إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم».

«لا تطلع الشمس ولا تغرب على أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة الا وهي تفزع يوم الجمعة، الا هذين الثقلين: الجن والانس»

= ومن حقوق هذه الحيوانات التى أمرنا الله بها:

*الإحسان اليه حتى حال ذبحه، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب الاحسان على كل شيء، فاذا قتلتم فأحسنوا القتلة، واذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».

*حرمة دم الحيوان، فدم الحيوان مصان الا ما أحل الله ذبحه لأكله أو قتله لأذيته، كما لايجوز تعذيب الحيوان وحبسه، ففي الصحيحين «أن أمرأة عذبت ودخلت النار في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».

*عدم إرهاقه في العمل، فهذا حق للحيوان سوف نحاسب عليه يوم القيامة اذا حملناه مالا يطيق، فعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسّر إلي حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً، دخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه، فجرجر وذرفت عيناه فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه -ذفري البعير: أصل أذنه- وهو الموضع الذي يعرق منه الإبل خلف الأذن- فسكن فقال: «من صاحب الجمل؟» فجاء فتىً من الأنصار فقال: هو لي يارسول الله، فقال «أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله! إنه إشتكى إلي أنك تجيعه وتدئبه» – أي تتعبه.

*إستخدامه فيما خلق له، وعدم إستخدامه في غير ما سخّر له، وفي الصحيحين أن رجلاً كان يسوق بقرةً قد حمل عليها، فالتفتت إليه البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله، أبقرة تكلّم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإني أومن به وأبوبكر وعمر».

*إحترام مشاعر الحيوان، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يحد السكين بحضرة الحيوان الذي يذبح، فقد مر على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: «أفلا قبل هذا! أتريد أن تميتها موتتين؟».

هذه بعض حقوق الحيوان في الاسلام التى أمرنا بها الله ورسوله وطبقها صحابة نبينا وخلفائه مدركين أنها مسؤلية وأمانة، فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لو أن بغلة في العراق تعثرت لخشيت أن يسألني الله عنها لمَ لمْ أسوي لها الطريق، هو هنا يخشى المحاسبة أمام الله عز وجل يوم القيامة لعدم تسوية الطريق لبغلة في العراق وليست عنده فى بلده... لذلك فحينما تولى عمرو أمثاله الخلافة.. رعى حقوق جميع الناس الغني والفقير والكبير والصغير، حق رعايتها.. لأن من يراعي حقوق الحيوان هكذا فإن كرامة الإنسان محفوظة إبتداءً عنده...

الكاتب: غادة بهنسي.

المصدر: موقع البوابة الدينية.